منى أبو الحسن – الكويت – عشرينات – 17/3/2005
منقول من موقع عشرينات
عندما تقرأ معلومة تقول أن عميد العائلة الحاكمة بالكويت الشيخ (سالم العلي الصباح) قد تبرع بمبلغ 30 مليون دينار كويتي (95 مليون دولار) إلى صندوق العائلة لمعاونة فقراء العائلة المالكة على العيش(!!)، ومنعهم من مشاركة أفراد الشعب في الاستثمار في السوق الكويتية.. ومنع استغلال بعض أفرادها في الحصول على تسهيلات من بعض المستثمرين!!
يجب أن تتوقف لتتساءل.. ما هي العائلة المالكة الكويتية؟! ومن فقرائهم؟!.. ومن أغنيائهم؟! وما وجه استغلال البعض لانتماءاتهم العائلية؟؟!
أموال النفط
كلمة فقراء العائلة المالكة الكويتية كلمة غريبة علينا لأننا نعتبر المجتمع الكويتي خال نسبيا من الفقراء، وحتى وإن وجدوا؛ فان فقرهم لا يعد فقراً مقارنة بمعنى الفقير الذي اعتدنا عليه في البلاد العربية.. فما بالك حين يكون لفظ فقير مرتبطا بأفراد العائلة المالكة.
خاصة وأن الكويت وهي من أغنى الدول العربية نفطيا وأولها في تنظيم نصيب أفراد العائلة المالكة من النفط منذ عام 1962، حيث اعتبر الدستور الدخل من النفط دخلاً وطنياً تستلمه الحكومة.
وتحدد بنود الميزانية بقانون يتقاضى الأمير بموجبه مرتباً سنويا، قدره 12 مليون دينار كويتي.. برغم أن حكام البحرين وقطر والإمارات لم يرضوا بأقل من ثلث دخل النفط كدخل شخصي لهم.
كما زادت هذه النسبة بكثير عام 1971، ففي أبو ظبي 42.7%، وفي البحرين 42%، وفي قطر 64.7% وتنخفض في الكويت إلى 5.5 % كنسبة من إجمالي النفقات الجارية.
شركات العائلة المالكة
في الكويت تدور أغلب مؤسسات الدولة في فلك أسرة الصباح، فيصعب تصور الدولة دونهم، حيث يتولى أفراد الأسرة إدارة (البنك المركزي) و(مؤسسة البترول الكويتية) و(مكتب الاستثمار الكويتي) في لندن.
عائلات أخرى!
أما باقي الشركات المدرجة في البورصة، بالإضافة للحقائب الوزارية الأخرى غير الداخلية والخارجية والدفاع، توزع بين العائلات الكويتية الكبرى (16 عائلة) مثل الخرافي.. والعوضي.. والخالد.. والروضان بإجمالي أصول 15.5 مليار دينار.
الطريف، أنه أثناء بحثنا عن ممتلكات العائلة المالكة الكويتية وثرواتها.. لرسم خريطة للفروع الغنية والفقيرة في العائلة، لم نجد أي ذكر لعائلة الصباح أو أحد أفرادها في قائمة أغنياء العالم.
تلك القائمة التي صدرت الأسبوع الماضي فقط عن قائمة فوربس الشهيرة المتخصصة في أثرياء ما فوق المليار، وتتكون من 552 شخص وعائلة.
الكويت كانت حاضرة في القائمة، ولكن من خلال عائلات أخرى، حيث جاء في المركز الـ 39 (ناصر الخرافي) وعائلته بثروة تبلغ 8.4 مليار دولار، وفي المركز الـ 472 (محمد عبد الرحمن البحر) بثروة تقدر بـ 1.2 مليار دولار.
أيكون المقصود أن ثروة العائلة المالكة الكويتية، التي وصل عددها لآلاف الأشخاص، تقل عن المليار دولار؟ كيف يكون وقد تبرع واحد من أفرادها لصندوق العائلة بمبلغ 95 مليون دولار؟! أم أنه نوع من التكتم منعا للحسد؟!
أين ذهبت الأموال؟!
تعتمد دورة الاقتصاد في الكويت على الإنفاق الحكومي.. الذي هو في الأساس عائلي، وهذا يفسر الارتفاع الصاروخي في أسهم البورصة الكويتية خلال الأيام السابقة أي بعد قرار التبرع مباشرة. ولذلك تتوقع المؤسسات المالية أن يصل فائض الميزانية للسنة المالية 2004- 2005 إلى نحو 10 مليارات دولار ليكون بذلك اكبر فائض لميزانية الكويت التي ظلت تحقق فوائض كبيرة منذ عام 1999 بفضل ارتفاع أسعار النفط.
نصيب المواطنين قليل جداً حيث ذكرت الحكومة نفسها في 31 مارس فائض ميزانية عام 2003-2004، وقدرته بنحو 5 مليارات دولار نالوا حظهم من هذا الفائض في هيئة مبالغ مالية (200 دينار للشخص) وزيادة رواتب بعض القطاعات لموظفي الدولة.
وإذا أخذنا بإحصائيات وزارة التخطيط الكويتية؛ فإن أعداد المواطنين عام 2004 وصلت لـ 935,922 مواطناً، أي أن مجموع المنح الأميرية التي وزعت على أفراد الشعب تبلغ حوالي 187 مليون دينار كويتي، والباقي إلى أين ذهب؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق