وســألت نفسي حائراً أنا من أكون .. مالي عشقت السير في طرق الظنون .. فإذا جنوني صار بعض تعقلي .. وإذا بأفكاري يغلفها الجنون .. أنا من أكون ؟؟
ما بال بعض الناس .. صاروا أبحراً .. يخفون تحت الحب حقد الحاقدين .. يتقابلون بأذرع مفتوحة والكره فيهم قد أطلّ من العيــون .. ياليت بين يديّ مرآة ترى ما في قلوب الناس من أمر ٍ دفيــن .. أنا من أكون ؟؟
بيني وبين سعادتــي بحرُ ُعميق .. والناس حالوا بين قلبي والطريق.. فلكم أعالجهم وبيّ سقم الضنا .. ولكم أنجّيهم وكنت أنا الغريــق .. يا ربّ ان ضاقت قلوب الناس عن ما فيّ من خير فعفوُكَ لا يضيـق .. أنامن أكون ؟؟
عامان بكاملهما ولم أره خلالهما ولم اسمع عنه اي أخبار.. تبا للغربة والحدود وفتن الدنيا التي قطعت صلتي به.. لقد جاء للبلاد في اجازة, جاء ليزور وطنه, ويقبل رأس يد أمه , ويدخل للقفص الذهبي مع خطيبته وقرة عينه…
انه " نبيل", ذلك السيد النبيل بالأخلاق والقيم والمبادئ … اسما على مسمى… التقيت به بعد غياب سنتين, مازال ذلك الشاب الوسيم الرزين.. تجبرك رصانته على الوقوف له احتراما… اغترب عن بلده ووطنه وأمه وخطيبته من أجل تكوين لقمة العيش التي أذلت الكثير, وكان نبيل من بين من ذلوا فقط من أجل عيون أمه وقرة عينيه خطيبته التي جاء ليتزوجها ..على سنة الله ورسوله.
وبعد السلام وكلام الشوق والذكريات التي دارت بيني وبينه والحديث, سألته عن خطيبته؟؟؟ لا .. لا يمكن يانبيل… لايمكن ما تقوله…لقد انفصلتما؟؟ ولماذا؟؟من أجل ثوب وحلي.. أبدلتك من أجل حفنة من المال وباعتك برخص التراب بعد كل هذا الانتظار والكفاح …وآه يادنيا آه!!
وفي ناحية أخرى من نواحي هذا العالم العجيب… هنالك "وردة"… تلك الفتاة بعمر الورود, ذبلت فقط ارضاءا للتي تدعي أنها أمها عن طريق الشحادة والسير حافية القدمين في الشوارع تجمع المال لتتصرف أمها بالمال على هواها… قالت لي:" لازم أجيب عالبيت كل يوم خمس دنانير ولا بتضرني امي".. وآه يادنيا آه!!
"أم الخير".. تلك المرأة التي خرجت من مملكتها بيتها لتعمل في بيوت الغير مذلة نفسها بائعة كل مالديها فقط من اجل أن يكمل "ربحي" ابنها وفلذة كبدها تعليمه الدراسي ومن أجل الحصول على لقمة عيش لأبنها قبل ان ان تكون لها… تلك اللقمة التي كانت غصة لها بدل أن تعيشها .. فبعد سنين الكفاح والجهد والتضحية وبعد أن اصبح "ربحي" محامي في القانون اذ يطرد أمه "أم الخير" بحجة أنها تجلب العار ولم تعد بمستواه الاجتماعي… وآه يادنيا آه!!
ملاحظة: القصص السابقة قصص واقعية للأسف وليست من واقع الخيال نراها ونعيش معها يوم بيوم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق