الاثنين، 12 أبريل 2010

أبريل.. تاريخ من الكذب في يوم الكذابين

** منقول من موقع عشرينات

عشرينات – 1/4/2005


على الرغم من أنه من الصعب الجزم بالتاريخ الذي ظهرت فيه أول كذبة أبريل أو بأصلها التاريخي, إلا أنه يمكن القول أنكذبة أبريلApril Fool’s Day ظهرت في أعوام قبل الميلاد، حينما احتفل الرومان بعيدالـ Saturnalicius في شهر أبريل من


كل عام والذي كان يتبادل فيه الأفراد الأدوار, فقد كان بمقدور العبيد في هذا اليوم لعب دور السادة الذين بدورهم أصبحوا عبيداً!

ففي القرون الوسطى انتشر بأوروبا في الأول من أبريل عيد (المخدوعين)، وفيه يخدع كل فرد الآخر بكذبة أو بمزحة, ويتم في هذا اليوم انتخاب قسيس مزيف ليقلد - بسخرية – طقوس الكنيسة. وكانت الكنائس بالطبع تبذل كل ما في وسعها لمنع ذلك العيد، إلا أنه لم تتمكن من إلغائه سوى في بداية القرن السادس عشر نظراً لشعبية هذا العيد بين الأوروبيين!


ومن أكثر النظريات المفسرة لظهور كذبة أبريل تعود إلى عام 1560, عندما جلس ملك فرنسا شارل التاسع على العرش في ذلك العام، وكان في العاشرة من عمره ودام ملكه أربعة عشر عاما حيث مات عام 1574م.


في عهده كثرت الاضطرابات والحروبوالفوضى في البلاد، وذلك لأن شارل التاسع كان كاذبا وتاريخ الكذب يشير إلى أنه عام 1560، كان معظم الناس غير متفقين على تقويم واحد للسنين والشهور والأيام.


وفي أول نيسان من كل عام، كان الغربيون يحتفلون بعيد رأس السنة ويتبادلون الهدايا والتهاني. فما كان من شارل التاسع إلا أن أصدر مرسوما ملكيا يقضي بنقل رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني وكان الذين أيدواالتغيير يرسلون في أول نيسان إلى معارفهم هدايا كاذبة.


إذ كانوا يضعون لهم في علب جميلة قطعا من الحلوى ممزوجة بالملح والخل أو يرسلون إليهم رسائل من أشخاص وهميين، وكان الهدف هو (غيظ) المتمسكين بالتقويم القديم ومن هنا ولدت كذبة أبريل وغزت العالم، وقد أطلق عليها الفرنسيون اسم (سمكة أبريل/نيسان)، وقد جاء الاسم من أن الشمس في أول نيسان تخرج من برج الحوت واسمه عند الغربيين "برج السمك" فأطلقوا على كذبة نيسان (سمكة نيسان)! ‏


وتحكي بعض الأساطير أن البريطانين ربطوا بين خديعة أو كذبة أبريل وبين بلدة "جوثام" للمخدوعين والتي تقول إحدى الأساطير أنها تقع في مدينة نوتيجهام شاير. وتكمل الأسطورة بأن ملك بريطانيا اعتاد عندما كان يمر بأحد الشوارع يصبح هذا الشارع من ممتلكاته!


وعندما فكر الملك بالمرور في بلدة جوثام في الأول من أبريل أشاع أهلها بعض الأكاذيب عن بلدتهم حتى لا يمر الملك منشوراع البلدة, فعرف الملك بتلك الخديعة فقرر معاقبة مواطني جوثام أشد العقاب..


ولكنه قرر أولاً أن يبعث بأحد رجاله إلى البلدة ليعرف أسباب ذلك التمرد, فدخل مندوب الملك (جوثام) فوجد أهلها مصابين بالجنون حيث يقومون بإغراق السمك في المياه!!.. ويحبسون الطيور في أقفاص مفتوحة منالجانبين!!.. فدخلت الحيلة على الرجل فقرر الملك إعفاءهم من العقوبة!

وفي أطرف ما قرأت من مقالب حدثت للناس بسبب هذا اليوم ان احدى الجرائد اللندنية اعلنت في احد اعدادها الواقع في 31 آذار انه سيقام في اليوم التالي معرض عام للحمير في غرفة من غرف الزراعة في ضواحي لندن، فهرع الناس في اليوم التالي لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا وانتظروا مدة طويلة فلما أعياهم الانتظار سألوا عن موعد عرض الحمير وفي النهاية فهموا أن الامر كان «مقلبا» وانهم لم يحضروا لمشاهدة الحمير بل لمشاهدة بعضهم بعضا.‏

ومن احدى المقالب التي حدثت في هذا اليوم حدث ان (كارول) ملك رومانيا كان يزور احد متاحف عاصمة بلاده في اولنيسان فسبقه رسام مشهور ورسم على ارض احدى القاعات ورقة مالية من فئة عالية، فلمارآها الملك انحنى يحاول التقاطها ولكنه عبثا فعل.

وفي رومانيا ايضا و التي تعد احدى الدول الشغوفة بأكاذيب أول نيسان حدث أن نشرت احدى الصحف خبرا مفاده أن سقف احدى المحطات للسكك الحديدية في العاصمة هوى على مئات من المسافرين فقتلوا جميعا وقد سبب هذا الخبرالمفزع هرجا ومرجا لم تعرف له رومانيا مثيلا. الأمر الذي أجبر الصحيفة الى إصدارملحق كذبت فيه الخبر وعللته ملمحة الى الناس ان يقرؤوا تاريخ صدور العدد وهو الاول من نيسان.‏


وبعيداً عن الأساطير يؤكد عدد من علماءالأنثربولوجيا الأوربيون أن كذبة أبريل لها علاقة وثيقة بالطقس, حيث اعتاد طقس الربيع أن يخدع الناس، فاعتاد الناس أن يخدعوا بعضهم البعض!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق