الجمعة، 4 أبريل 2008

عندما نطقت بتلك الكلمة

كملك وقفت أمام ملكي, وبجانب ثروتي, وشموخي يكاد يوصل رقبتي للسحاب, وبالكاد لا أسمع صوت النورس, ولا صوت حبيبتي وهي تقول لي: "ماذا كنت تود أن تقول لي"؟

أمسكت بيدها , وأمواج البحر تتضارب في أذني.. انه يناديني.. صوت الموج يملأ أذناي.. كأنني في قوقعة بحر.. أشد يدها بقوة أكثر..فلا شيء يشعرني بالأمان الا يد حبيبتي.. فتجعلني كسفينة ترسو على بر الأمان.

نظرت بعينيها التي تلمعان وتعكسان الشمس البرتقالية التي على وشك الغروب بعد بضع عشرات الدقائق. عينان درتان من درر الجان, أو بالاحرى بحر أكاد أغرق فيه بهذيان .. لكنه بحر بلا أمواج, و مازال البحر الآخر ترتطم أمواجه بشدة يناديني كأنه يقول لي ها أنا هنا..

سحبتها برقة نحوي وسحبنا البحر باتجاهه.. وجدنا القارب بانتظارنا بمجدافيه, ركبت أنا وصغيرتي بهذا القارب… هدأ الموج, وسمعنا صوت موسيقى تعزف.. لم نعلم من مصدرها.. ربما كانت تعزفه حورية البحر!! لا أعلم!! أشتم رائحة عطر حبيبتي التي ما زالت ممكسة بي.. ولا أثر لأي رائحة للبحر أو حتى لأسماكه.

جدفت الى أن وصلت منتصفه.. وقد هدأ موج البحر, وزاد ايقاع العزف.. وغابت الشمس وحل الليل سريعا..

وقفت هي على طرف القارب.. وانعاكس القمر ظاهر على البحر.. لم أعلم هل هو انعكاس القمر الذي بالسماء أم انعكاس حبيبتي..

وقفت خلفها وأكاد أسمع صوت أناس لا أفهم شيء منهم.. انهم كمن يدندن تلك الموسيقى التي مازالت تعزف..

وقفت أمامي.. وجهها بوجهي.. ربطت عيني بشالها.. مسكت كتفيها ولم أكن أعلم أنها ربطت عيناها هي الأخرى..

زاد الايقاع حدة.. وأصبحت أميز الأصوات البيانو والكمان.. رأيت أضواء تتساقط من السماء.. ربما كانت شهب أو مذنبات.. أتبعت بخيوط ملونة فسفورية وبنفسجية.. تلاها شعور بماء يرش علي.. انه رذاذ من المطر.. ومع كل هذا كانت ايقاع الموسيقى يرتفع أعلى وأعلى..

صوت رعد.. الحقه ضوء باهر.. وهدوء يخيم لا يقطعه سوى صوت المطر الذي ازداد هطولا.. الموسيقى مالت الى النوع الهادئ مما سمحت لي أن أسمع أنفاس حبيبتي.. فأصبح جسمي يتمايل معها.. يدي بيدها ..

كان القارب ساحة رقص.. يتمايل يمينا وشمالا.. والالوان تحيط بنا مشكلة دوائر ملونة.. وايقاع الموسيقى يعلو ويعلو.. أرى النجوم بجانبنا وجمع من الأشباح كالحاشية والجواري والخدم حولنا.. أرى سواد السماء أضيء من مكاننا.. و موج البحر يهز قاربنا.. الذي يدور مع كل دورة ندورها برقصنا..

عندها.. استجمعت قواي.. واقتربت من أذنها وشعرت بقشعريرة بشفتاي.. وكأنه حان الوقت لقولها.. وبقلب قوي.. نطقتها.. لتنفك العصب.. وينفجر البحر من تحتنا.. لنندفع للأعلى محلقين في السماء عند نجمة شهدت تلك التعويذة.. تلك الكلمة..أخيرا نطقتها: "أحبك"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق