
يروى في كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد دفن أحد الصحابة, وأثناء الدفن لم يكن القبر مستو بشكل جيد, فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسووه جيدا, فسألوا النبي بأن صاحبه ميت فهل ينفعه أو يضره استواء القبر؟ فرد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: أما إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره ولكن إن اللّه تعالى يحبّ من العبد إذا عَمِلَ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه.
صلى الله عليك يا خير المعلمين وأتقن البشر.. حتى بدفن الميت وطمر القبر نتقن فيه ونحن أمة لا تعرف الاتقان وهمها بأن تقوم بواجبها بأقل جهد؟!!
جميعنا يقوم بانجاز أعماله المهنية والمنزلية والدراسية, ولكن هل سألنا أنفسنا ما اتقان ما قمنا به؟
هل عندما نسلم التقارير المهنية نقوم بتقديم ما هو زيادة عن المطلوب وبشرح مفصل؟
هل تقدم الزوجة الطبخة وعليها مكسرات أو زينة تزين بها الطبق؟
هل يقوم المهنيين كالنجارين والحدادين بعملهم بدون أن يقوموا بتوسيخ مكان عملهم؟
هل يحل الطالب واجباته ودفتره مسطر ومزين بألوان دون أي خربشة؟
هل يقوم التاجر بعرض بضاعته بشكل مبهر وبطريقة مرتبة أم أنها سيغض عن ترتيبها فهي ستباع بكل الأحوال؟
هل يحد اللحام سكينه جيدا وبعيدا عن ذبيحته عند الذبح؟
هل يقوم الميكانيكي بتسليمك سيارتك بدون أن تعود له من جديد؟
هل يكتب الطبيب للمريض وصفة الدواء بخط واضح ومرتب؟
هل يقوم موظفي الاستقبال والاستعلامات باستقبال المراجعين والابتسامة ترسم على شفاههم؟
هل نتقن السلام على أحدهم بالكلمة الطيبة والنظر مباشرة بالعين ومد اليد للسلام بحرارة؟
هل تسلم أوراق لزميل لك بالمكتب بظرف أم تسلمه اياها باليد مباشرة؟
هل تعلم أن الاحسان هو الاتقان؟ فليس مطلوب منا أن نعبد الله فقط, وانما أن نعبد الله كأننا نراه, فان لم نكن نراه فهو يرانا..
وأخيرا, تذكر إن اللّه تعالى يحبّ من العبد إذا عَمِلَ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه.